السلام عليكم ....
هل على الشيعي أن يسب ويلعن عائشة لان كثير من علماء الشيعة الذين يظهرون على القنوات مثل ياسر الحبيب وامير القريشي يقولون يجب لعن عائشة لأنها إذت النبي وفاطمة وخرجت على أمام زمانها ... ويقولون اذا لم يتم لعنها وسبها فإن فاطمة الزهراء والاؤمة سيحاسبوك يوم القيامة ... وانا الصراحة محتار جدا .. اذا لعنت أو سبيتها هي زوجة النبي وصعب هذا ... وإذا لم العنها فان ال البيت سوف يحاسبونني ام لا .. وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الواجب على المؤمن هو ولاية اهل البيت والبراءة من اعدائهم والتولي والتبري له عدة طرق في اظهاره فالموالاة لاهل البيت مثلا تكون بزيارتهم ا. حضور مجالس العزاء في احزانهم او مجالس الفرح في ذكرهم واهم من كل ذلك السير على نهجهم.
اما التبري فله ايضا عدة طرق في ترجمته بشكل عملي فبعضهم ينهج منهج العلم وذكر مثالبهم من مصادر المسلمين (السنية والشيعية) حتى يعرف الناس حقيقة بعض من يقدسونهم ما هي حقيقتهم في الكتب الروائية والتاريخية.
وبعضهم نهج منهج القران الكريم في اللعن يقول الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً))(سورة الأحزاب، آية 57) وبالتاكيد أذية الزهراء عليها السلام هي أذية النبي (صلى الله عليه واله) واللعن عبارة عن الابعاد عن رحمة الله تعالى.
فمن ثبت انه آذى الزهراء (عليها السلام) فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اتفقت كلمة جميع المسلمين انه يستحق اللعن.
نعم يبقى شيء وهو مهم ان التجاهر باللعن على بعض الشخصيات التي هي محل تقديس عند بعض المسلمين بحيث يؤدي إلى الفتنة او ضياع الامن والامان بين المسلمين فهذا غير جائز ولابد من الحذر من هكذا منهج معوج في التعامل الاجتماعي واني لاظن ان امثال هؤلاء بقصد او بغير قصد لا يريدون للمسلمين والاسلام التلاحم والاستقرار.
والمهم من كل هذا ان التبري من اعداء الله ورسوله واهل بيت نبيه (عليهم جميعا الصلاة والسلام) شيء لابد منه فلايمكن ان يجتمع حب الله والنبي واهل بيته مع حب اعدائهم فمن يحب الله بلا شك يبغظ اعداء الله فـ ((ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ …))(سورة الأحزاب، آية 4).
اما قضية زوج النبي (صلى الله عليه واله) فالاشخاص لا يعرفون بنسبهم او من يرتبطون به وانما بافعالهم ولذا القران يصرح ((يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))(سورة الحجرات، آية 13) فالتقوى هي الميزان في تقييم الناس ولذا نجد الله تعالى في القران يقول : ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ))(سورة التحريم، آية 10) فهاتان زوجتا نبيين لم تكونا على الحق ولم تكونا أمينتين على اسرار الانبياء وأفشتا اسرارهما لاعدائهما فهما زوجتا نبيين ونوح (على نبينا واله وعليه السلام) من أولي العزم ولكن مع كل هذا فان الله تعالى يقول لهما (وَ قِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) ومصيرهما العذاب الاليم وتجد على العكس امرأة كافر وطاغي إلى حد انه يدعي الربوبية وهو فرعون تجد القران يعبر عن زوجته ((وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ))(سورة التحريم، آية 11) فان الله تعالى لا يحاسبها بلحاظ من تنتسب اليه ولا يعطي قيمة لها بلحاظ من تقترب منه فزوجة نبي الله نوح (عليه السلام) في العذاب الاليم وزوجة فرعون في الجنان والنعيم فالمعيار هو التقوى
ونحن مع جل احترامنا للزوجات المؤمنات للنبي الخاتم (صلى الله عليه واله) ولاصحابه المؤمنين الا ان هذه النسبة لا تعطي قيمة حقيقية لهم انما قيمتهم الحقيقية هي بالايمان والعمل الصالح ويزيد هذا وذاك هذه النسبة المباركة لشخص النبي (صلى الله عليه واله) والا فعدد ليس بقليل ممن يسمونهم اصحاب النبي (صلى الله عليه واله) وهم من المنافقين والملعونين بنص القران الكريم وبعض زوجات النبي (صلى الله عليه واله) خرجت تقاتل امام زمانها وراح بسببها وبسبب من معها دماء آلاف من الصحابة والتابعين فامثال هؤلاء اقل القليل ان ندعوا عليهم بان يبعدهم الله عن رحمته فمن آذى النبي واهل بيته (عليهم جميعا الصلاة والسلام) قد لعنهم الله تعالى بنص القران قبل ان نلعنهم نحن.
اطلت قليلا ولكن احببت ان نقف على بعض المحاور المهمة والاساسية في حركة الايمان والمؤمنين مع الحذر كل الحذر من الفتنة وزعزعت امن الناس والاستهانة بدماء المؤمنين.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته