logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 5 سنوات

السبّ والشتم#

هل يجوز السبّ والشتم في الإسلام؟


لا شك أنّ السبّ أو الشتم خُلُق قبيح، ولا يرتكبه صاحب الخُلُق الرفيع؛ ولذا فهو مذموم في ميزان العقل والعقلاء قبل أن يكون قبيحاً في موازين الشريعة الغرّاء، والتي جاءت بمكارم الأخلاق، ومنها خُلق التنزّه عن السبّ والشتم، وقد كَثُرت النصوص القرآنية والنبوية الواردة في حرمة السبّ والنهي عنه، ونقرأ في كتب الحديث أبواباً خاصة تحت عنوان (باب النهي عن السباب) كما في صحيح مسلم، أو(باب السباب)، كما في الكافي للكليني. ولقد ورد في كتاب المسائل المنتخبة للسيد السيستاني(دام ظله)، في(مسألة 24): والتي ذكر فيها أهمّ المحرّمات في الشريعة الإسلاميّة، حيث ذكر في المورد السابع منها، "سبّ المؤمن ولعنه وإهانته وإذلاله وهجاؤه وإخافته وإذاعة سرّه وتتبّع عثراته والاستخفاف به ولا سيّما إذا كان فقيراً". إنَّ الموقف الإسلامي من ظاهرة الشتم يمكن استيحاؤه من عبادة الصوم، فإنّ أحد أبعاد الصوم وأعماقه ومراميه أن تتربّى الجوارح على تَرْكِ الحرام، وأهم الجوارح اللسان الذي يمكنه- رغم صِغَر حجمه وقلّة وزنه- أن يُفسد العالم كما يمكنه أن يُصلحه، وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام ): "صوم اللسان خير من صيام البطن".(الواسطي،عيون الحكم والمواعظ: ص305)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام ): "سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأة تسبّ جاريتها وهي صائمة، فدعا (صلى الله عليه وآله ) بطعام، وقال لها: كُلِي، فقالت: إنّي صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك! إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب".(الكليني،الكافي: ج4، ص87).

12