تقييم كتاب "إكسير العبادات في أسرار الشهادات"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب الفاضل الدربندي على جلالة قدره، وعظيم منزلته، حتى البعض عده بمصاف الشيخ الأنصاري (رضوان الله عليهما) إلّا أنّه جمع في كتابه الكثير من الإحاديث الواهية، إعتماداً على التسامح في أدلةالسنن، مما جعل الكتاب في مرامي سهام النقد الحاد من قبل كثير من العلماء. وأوّل من شجب كثير من مواضيع الكتاب الطبرسي صاحب المستدرك في كتابه اللؤلؤ والمرجان، ثم توسعت دائرة الاعتراض على الكتاب لمن أتى بعد الطبرسي كالميرزا محمّد التنكابني وهو تلميذ الفاضل الدربندي، قال في كتابه قصص العلماء (الأخبار غير المعتبرة في هذا الكتاب (أسرار الشهادة) كثيرة وضعيفة، بل بعضها مظنون الكذب، بل يبدو أنّ بعضها قطعي الكذب ، ممّا أدّى إلى الحطّ من قدر الكتاب)(١) والشيخ ذبيح اللَّه المحلّاتي، قال في كتابه رياحين الشريعة ( نقل الفاضل الدربندي في أسرار الشهادة خبراً طويلاً حول عطش سكينة وإتيان برير بالماء وتخرّق القربة وإراقة الماء، ولأنّني لا أثق بذلك الكتاب بشكل كامل، فإنّني تغاضيت عن نقله)(٢) وذكره السيّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة واشار للكتاب بقوله (وبالجملة، قد أكثر في مؤلّفاته النقلية من الأخبار الواهية، بل أورد مالا تقبله العقول ولم تصدقه النقول)(٣) والميرزا محمّد علي المدرّس التبريزي، في كتابه ريحانة الأدب قال: (الإنصاف إنّ كتابه هذا ، بل مؤلّفاته الاُخرى في موضوع المقتل ظهرت على أثر الحبّ الشديد الذي كان يُكنّه ، وهي تحوي الغثّ والسمين)(٤) والشيخ آقا بزرك الطهراني، وهو تلميذ الشيخ الطبرسي النوري ذكره في الذريعة وقال فيه: (من شدّة خلوصه وصفاء نفسه نقل في هذا الكتاب اُموراً لا توجد في الكتب المعتبرة، وإنّما أخذها عن بعض المجاميع المجهولة اتّكالاً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن)(٥) والشيخ الشهيد مرتضى المطهّري في كتابه الملحمة الحسينية وكأنه في كتابه ينظر لكتاب الطبرسي قال: (ظهر قبل ستّين أو سبعين سنة المرحوم الملّا الدربندي، فجمع ما كان في روضة الشهداء، مضافاً إلى أشياء اُخرى وجمعها كلّها في موضع واحد وألّف كتاباً باسم أسرار الشهادة، وإنّ مواضيع هذا الكتاب تدفع الإنسان إلى البلاء على الإسلام(٦)) وكتاب روضة الشهداء للكاشفي هو كذلك من الكتب الذي جمعت الغث والسمين ومنه جاءت لقب ( الروزة خون) لقارئ المقتل ومعناها قارئ الروضة. وكذا السيد الميلاني أجاب حول سؤال وجّه إليه حول الكتاب فأجاب بكون المؤلف من الأكابر المحترمين غير أنّ ذلك لا يمنع كون بعض مطالب الكتاب محل كلام ونظر. ودمتم بحفظ الله ورعايته. _____________________ ١-قصص العلماء : ص ١٠٨. ٢-رياحين الشريعة : ج ٣ ص٢٧٢. ٣-أعيان الشيعة : ج ٢ص ٨ ٨. ٤-ريحانة الأدب : ج ٢ ص٢١٧. ٥-الذريعة : ج ٢ ص٢٧٩. ٦-الملحمة الحسينية ج ١ ص٥٥ ، وراجع : ص١٠٤.