logo-img
السیاسات و الشروط
محمد صادق - تونس
منذ 5 سنوات

 أنس بن مالك خادم النبي (صلى الله عليه و اله)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هناك مقام في مدينة قابس بجنوب البلاد التونسية ينسب إلى صحابي اسمه أبو لبابة الأنصاري و يقال أنه كان حلاق النبي الأعظم ص ففيم تتمثل سيرة هذا الشخص؟ وهل كان من الموالين للإمام علي (ع) ؟ وبارك الله فيكم و دمتم موفقين


الاخ محمد صادق المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يذكر أبو لبابة عند الحديث عن قوله تعالى: (( لا تخونوا الله ... المزید)) وذلك ان سبب نزولها - كما يذكر الكلبي والزهري - كان في أبي لبابه الأنصاري وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حاصر يهود قريضة احدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصلح على ما صالح اخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى اخوانهم إلى أذرعات واريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله وولده وماله كانت عندهم، فبعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتاهم فقالوا: ما ترى يا أبا لبابة؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه: انه الذبح فلا تفعلوا، فآتاه جبرائيل فأخبره، بذلك قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله، فنزلت الآية فيه فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال: والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله عليَّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، ثم تاب الله عليه فقيل له: يا أبا لبابة قد تيب عليك , فقال: لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي يحلني، فجاءه فحله بيده، ثم قال أبو لبابة: ان من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب, وأن انخلع من مالي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) يجزيك الثلث أن التصدق به. وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام). (انظر بحار الأنوار ج 22 ص 37). لكن السيد جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة) لا يرتضي ما ينقل عن توبة أبي لبابة ويرى فيها من التعارض من الكثير من يجعله لا يقبل بالقصة على ما ذكرت, ويذكر لتلك القصة وقفات ومواخذات في (ج 11 ص 127) فراجع، وقال ضمن ذلك: (بل اننا لا نكاد نصدق أن يكون أبو لبابة قد تصدق بثلث ماله, فضلا عن ان يتصدق به كله ولا نصدق أيضاً انه كانت له أموال في بني قريضة فتركها . وذلك لأن لدينا ما يشير إلى اهتمام أبي لبابة بالدنيا إلى درجة أن يرد طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمر يتيم من أجل عذق من النخل. يقول الواقدي ما ملخصه: كان أول شيء عتب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أبي لبابه بن عبد المنذر انه خاصم يتيماً له في عذق فقضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالعذق لأبي لبابة, فصاح اليتيم واشتكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال (صلى الله عليه وآله) لأبي لبابة: هب لي العذق يا أبا لبابة؟ لكي يرده (صلى الله عليه وآله) إلى اليتيم فأبى أن يهبه له (صلى الله عليه وآله). فقال (صلى الله عليه وآله) لأبي لبابة: أعطه اليتيم, ولك مثله في الجنة. فأبى أبو لبابة أن يعطيه. فقال رجل أنصاري اسمه ابن الدحداحة: رأيت يا رسول الله, ان ابتعت هذا العذق فأعطيته هذا اليتيم إلى مثله في الجنة. فقال (صلى الله عليه وآله): نعم. فابتاع ابن الدحداحة العذق من أبي لبابة بحديقة نخل كانت له فأعطاه اليتيم, فلم يلبث ابن الدحداحة أن قتل في حرب أحد شهيداً فقال (صلى الله عليه وآله): رب عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة. ثم يقول جعفر العاملي: ((ما نثق به من قصة أبي لبابة: وربما يكون لقصة أبي لبابة أساس من الصحة ولكن ليس بالصورة التي يذكرها المؤرخون، وذلك بأن يكون قد خان الله ورسوله وربما تكون توبته قد تأخرت إلى غزوة تبوك , وربما كانت توبته خوفاً من كشف خيانته من جهة جبرائيل، فبادر إلى ما يدفع غائلة الفضيحة فربط نفسه إلى اسطوانة المسجد. وربما وربما... ولكن الظاهر هو ان أبا لبابة قد تفيأ ظلال خطئه وارتكب هذه الجريمة النفسية حتى خاف الفضيحة فأظهر التوبة وربما يكون اظهاره لها بعد نزول قوله تعالى: (( وَلا يَحزنكَ الَّذينَ يسَارعونَ في الكفر )) (آل عمران:176)، فيرتكبون جريمة الخيانة مرة بعد أخرى مع اليهود تارة ومع المنافقين المتآمرين تارة. ولا ندري إذا كان ثمة خيانات أخر لم يستطع التاريخ أن يفصح لنا عنها لسبب أو لآخر...)) (انظر الصحيح من السيرة ج 11 ص 130). ويظهر من اسلام أبي لبابة أنه لم يسلم إلاّ بعد المعجزة البينة في حقه مما تجعله لا خيار له بغير الإسلام. ففي رواية عن الباقر (عليه السلام): (ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة وظهرت آثار صدقه وآيات حقه وبينات نبوته كادته اليهود أشد كيد وقصدوه أقبح قصد يقصدون أنواره ليطمسوها وحججه ليبطلوها وكان ممن قصده للرد عليه وتكذيبه مالك بن الصيف... وأبو لبابة بن عبد المنذر.. وقال أبو لبابة بن عبد المنذر: لن نؤمن لك يا محمد انك رسوله ولا نشهد لك به حتى يؤمن ويشهد لك هذا السوط الذي في يدي... ثم انطق الله سوط أبي لبابة بن عبد المنذر فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله ... وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله... وأشهد أن علي بن أبي طالب المذكور في الملأ الأعلى بأنه سيد الخلق بعدك... ثم انجذب السوط من يد أبي لبابة وجذب أبا لبابة فخر لوجهه ثم قام بعد فجذبه السوط فخر لوجهه ثم لم يزل كذلك مراراً حتى قال أبو لبابة: ويلي مالي؟ قال : فأنطق الله عزّوجلّ السوط فقال: يا أبا لبابة إنّي سوط قد انطقني الله بتوحيده وأكرمني بتمجيده وشرفني بتصديق نبوة محمد سيد عبيده وجعلني ممن يوالي خير خلق الله بعده.. ولا أزال أجذبك حتى أثخنك ثم أقتلك وأزول من يدك أو تظهر الإيمان بمحمّد صلى الله عليه وآله فقال أبو لبابة: فاشهد بجميع ما شهدت به أيها السوط واعتقده وأومن به فنطق السوط: ها أنا ذا قد تقررت في يدك لاظهارك الإيمان والله أولى بسريرتك وهو الحاكم لك أو عليك في يوم الوقت المعلوم. قال عليه السلام: ولم يحسن إسلامه وكانت منه هنات وهنات) (أنظر تفسير العسكري ص 93). ودمتم في رعاية الله

1