الاخت زينب المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يمكن تصور إمكانية زواج الجن بالانس مع وجود الاختلاف في الجنس، فالانسان مخلوق من طين والجان مخلوق من نار ، الا إذا تصورنا حالة يمكن فيها التلاقي بتحول أحدهما الى ما يمكن اللقاء مع الاخر وما كان الانسان لديه القابلية على التشكل بهيئة الجان فلابد اذن من تصور امكانية تشكل الجان بهيئة يستطيع معها الملاقاة مع الانس كأن يكون للجان القدرة على تكوين جسم مشابه للأنسان يمكن معه تحقق الزواج، وهذا ما لا نستطيع القطع بإثباته. نعم، يمكن فهم بعض مضامين الاخبار بذلك وهو قدرة الجان على الاتصال مع الانسان، ولكن تلك المضامين تحتمل ان يكونا المراد منها غير ذلك فمثلاً في بعض الاخبار حيث علم الإمام أحد الرواة دعاءاً إذا دخل على أمرأته فقال الإمام: (ان الشيطان ليجئ حتى يقصد من المرأة كما يقصد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح) قلت: بأي شيء يصرف ذلك، قال: (بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان). والشياطين هي من ذرية ابليس الذي هو من الجان فقدرته على ذلك الفعل ربما يتصور منها انه قادر على الاتصال بالانس، ولكننا يمكن فهم ان ما ورد في الحديث هو تمثيل فقط والهدف هو ايصال فكرة تأثير الشيطان في سلوك الوليد الجديد وقوة ذلك التأثير لا أنه حقيقة يكون من نطفة الشيطان، والذي يرجح ذلك وهو كون تأثير الشيطان على نفسية الوليد وليس هو تأثير بايلوجيا بحيث يكون الوليد من نسل الشيطان، ان ما ذكر في الحديث لا يحصل الا في حال مجامعة الانسان لا أن ذلك يحصل حتى مع عدم وجود الانسان مما يدل على أن الوليد من الناحية البايلوجية هو ابناً لامه وأبيه الأنسيين ولكن تأثير الشيطان عليه يختلف باختلاف كيفية وحالات المجامعة.
ودمتم في رعاية الله