logo-img
السیاسات و الشروط
post-img

المؤمن أشدُّ ورعاً من سائر الناس

عن أبي عبد الله (عليه السلام): "ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المصر أحدٌ أورع منه" [1].

كيف نطبِّق هذه الرواية من الناحية العملية؟
الظاهر أنَّ المراد من الرواية هو أنَّه لو كان أحد من المنتسبين للشيعة في بلدٍ يسكنها غير الشيعة وكان في تلك البلد من هو أشدُّ منه ورعًا عن محارم الله تعالى فذلك الرجل لا يستحقُّ الانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام) لأنَّ شرف الانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام) لا يكون إلا مع التحلِّي بالورع الشديد.

فليس معنى الرواية أنَّ الرجل إذا كان قاطنًا في بلدٍ يقطنه الشيعة وكان فيه من الشيعة مَن هو أورع منه فهو غير مستحقٍّ للانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام) لأنَّه بناءً على هذا الفهم لا يكون في كلِّ بلدٍ شيعي رجل مستحقَّاً للانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام) إلا رجل واحد أو رجال قليلون متساوون في الأورعية. ويكون غيرهم حتى لو كانوا شديدي الورع ولكن بنسبة أقل من أولئك الرجال غير مستحقِّين لشرف الانتساب لأهل البيت (عليهم السلام) وهذا المعنى غير مرادٍ قطعًا.

وعليه فمعنى الرواية هو أنَّ الشيعة يجب أن يكونوا متميِّزين عن سائر أبناء المسلمين بشدةِ الورع بحيث يكون أحدُهم إذا قِيس ورعه إلى ورع الآخرين من سائر المسلمين فإنَّ ورعه يتفوَّق على ورع من هو أكثرهم ورعًا. ولو وُجد في المنتسبين للتشيع مَن لا ورع له أو كان في سائر الناس من غير الشيعة مَن هو أورع منه فهو ممَّن لا يستحق الانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام) هذا هو مفاد الرواية ظاهرًا. [2]

[1] وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج15 / ص245.
[2] المصدر: موقع سماحة الشيخ محمد صنقور حفظه الله.

مواضيع عامة